عمر بن الخطاب / ميلاده , نشأته , إسلامه / ج1
إن من أطيب السير ذكراً و بلا شك , هى سيرة
المصطفى صلى الله عليه و سلم , وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده و سنسرد لكم فى هذا
المقال نبذة مختصرة من سيرة رجل من هؤلاء الرجال حول رسول الله صلى الله عليه وسلم
و ثانى الخلفاء الراشدين و بدون شك هو غنى عن التعريف سيدنا عمر بن الخطاب رضى
الله عنه .
إسمه و مولده ونسبه , رضى الله عنه .
هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد
العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر و هو قريش , بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن
معد بن عدنان , العدوى القرشى , وهو بن عم زيد بن عمرو بن نفيل , و أخوه الصحابى
الجليل ريد بن الخطاب رضى الله عنه ,و الذى قد سبقه للإسلام ,و عمر بن الخطاب
يجتمع فى النسب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فى جده كعب بن لؤى بن غالب , و
أمه هى حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن
إلياس بن النضر بن نزار بن معد بن عدنان و أمه إبنة عمة أم المؤمنين عائشة رضى
الله عنها , و أم سلمة رضى الله عنها و بنت عم الصحابى الجليل خالد بن الوليد رضى
الله عنه ,و عمرو بن هشام الملقب بأبى جهل و يجتمع نسبها مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم فى جده كلاب بن مرة ولد فى مكة
, تهامة , شبه الجزيرة العربية .
وكانت ولادته رضى الله عنه بعد عام الفيل و
بعد ولادة النبى صلى الله عليه وسلم
بثلاثة عشر عاماً ولد مابين عامى 586 و 590 ميلادية و قبل هجرة المصطفى صلى
الله عليه و سلم بأربعين عام تقريباً .
مكان ولادته و تربيته :
ولد رضى الله عنه فى أصل الجبل الذى يطلق
عليه اليوم إسم جبل عمر , و كان إسم هذا الجبل فى الجاهلية العاقر , وبه منازل بنى
عدى بن كعب , وقد نشأ فى قريش و تميز فى تعلم القراءة و الكتابة وعمل برعى الأغنام
رضى الله عنه , و كان له أب يغلظ فى معاملته , و قد تعلم رضى الله عنه ركوب الخيل
, و المصارعة و الشعر , و تعلم التجارة فى سوق عكاظ و سوق مجنة و سوق المجاز , و
التى كون منها ثروته فأصبح من أغنياء قريش , وكان يتاجر فى رحلات الشتاء و الصيف
إلى الشام واليمن , وكان من أشراف مكة رضى الله عنه , وكان سفير قريش إذا وقعت حرب
أو نزاع يبعث هو سفيرا لهم .
عداوة عمر بن الخطاب للمسلمين قبل إسلامه .
بعد بعثة النبى صلى الله عليه وسلم , ومعرفة
قريش بدين الإسلام , إشتد إيذاء قريش للنبى و أصحابه فأمرهم الرسول صلى الله عليه
وسلم , بالهجرة إلى الحبشة , وكان عمر رضى الله عنه وقتها من هؤلاء الذين يعادون
الإسلام و الصحابة و يشاركون فى تعذيبهم و كانت له جارية يعذبها من حين علم
بإسلامها من أول النهار حتى غروب الشمس و حين يتركها يقول و الله ما تركتك إلا
ملاله , بل وكان ممن يصدون الناس عن رسول الله يخوف الناس وكان شديد القسوة قبل
إسلامه رضى الله عنه .
دخول عمر بن الخطاب رضى الله عنه للإسلام .
رغم
ما كان يظهر من عمر رضى الله عنه من شدة و قسوة إلا أنه كان يملك قلبا رقة ليس بعدها
رقة , حكت عنها زوجة عامر بن ربيعة تقول أن عمر رأها و هى تتجهز للهجرة إلى الحبشة
فقال لها صحبكم الله فأخبرت زوجها فقال لها أطمعت فى إسلامه ؟ فقالت نع فرد عليها
زوجها لا يسلم الذى رأيت حتى يسلم حمار الخطاب , رضى الله عنهم جميعاً .
غضب عمر رضى الله عنه لخاله أبى جهل حين
أهانه حمزة رضى الله عنه , وحمل سيفه قاصداً رسول الله صلى الله عليه وسلم , و
لقيه فى الطريق نعيم بن عبد الله القرشى و كان مسلما , فسأله أين تريد يا عمر ,
فرد عليه قائلا «أريد محمدا هذا الصابيء الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها
فأقتله.
فلما رأى ما ينوى عليه عمر قال له , «والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الارض وقد
قتلت محمدا ؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فإن ابن عمكسعيد بن زيد ، وأختك فاطمة والله قد أسلما
وتابعا محمدًا على دينه؛ فعليك بهما.» فانطلق
مسرعاً غاضباً إليهما، فوجد الصحابي سيدنا خباب رضى الله عنه و هو يجلس
معهم و يقرأ القرآن فضرب زوجها سعيد ثم ضربها بشدة على وجهها فشقه , فسقط منها
رقعة كانت معها , و أراد أن يأخذها لقرائتها فأبت رضى الله عنها , حتى يتوضأ ,
ففعل و أخذ الصحيفة و فيها قوله تعالى .
فكان
فى إسلامه نصرة للدين و أعزه الله بالإسلام كذلك .
يتبع
إن شاء الله
إرسال تعليق
نرجوا ترك نعليق لأى ملاحظات