بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و على أله ومن والاه وبعد .

إن من أشرف العلوم على الإطلاق هو علم التجويد وذلك لأنه مرتبط فى تعلمه بأشرف الكتب و هو القرآن الكريم و إن المسلم لا غنى عنه من معرفة أحكام تلاوة القرآن لكى يتعبد إلى الله عز وجل بتلاوة القرآن عبدة صحيحة دون لحن فى القراءة فكما هو معلوم أن اللحن فى القراءة نوعان لحن جلى أى واضح و هو الخطأ الذى يميزه أغلب الناس على أنه خطأ فى القراءة كإبدال التاء طاء أو كضم النون فى أنعمت عليهم و معلوم أن القراءة بالحن الجلى حرام على قول علماء فن التجويد و يحرم القراءة بها ويأثم فاعلها و النوع الثانى هو هو اللحن الخفى و هو متعلق بأحكام التلاوة من مد و غنة و إدغام وغيرها و يقول أصحاب هذا العلم أن القراءة به مكروه و عند بعضهم حرام أيضا لذلك وجب على المسلم أن يتعلم أحكام التلاوة الصحيحة و يقرأ القرآن كما نزل على النبى صلى الله عليه وسلم وكما قرأه الصحابة رضوان الله عليهم وى يكون ذلك إلا بمعرفة أحكام التلاوة .

و سندرس بعون الله اليوم أول هذه الأحكام وهو حكم النون الساكنة والتنوين .


إن النون السكنة والتنوين لها أربعة أحكام هى .




الإظهار - الإدغام - الإقلاب - الإخفاء 



أولا حكم الإظهار

تعريف الإظهار : هو إخراج كل حرف من مخرجه الطبيعيى من  غير غنة فى الحرف المظهر.

وسمى الإظهار بالإظهار الحلقى وذلك لأن علته أو سببه أن له حروف ستة كلها تخرج من الحلق و سهل حفظها الشيخ الجمزورى رحمه الله تعالى حين ذكرها فى تحفة الأطفال فى البيت الذى يقول :

فالأول الإظهار قبل أحرف    للحلق ست رتبت فلتعرف

همز فهاء ثم عين حــــاء     مهملتان ثم غين خـــــــــاء

فنأخذ من كل كلمة أول حرف فيها فهذه ستة أحرف حلقية تخرج جميعها من الحلق وهى سبب الإظهار فى حكم النون السكنة والتنوين فإذا وقعت هذه الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإظهار عند القراءة دون غنة فى الحرف المظهر .

مثال قوله تعالى ( من خلق – من هاجر – من آمن ) حكمها إظهار الحرف بدون تشديد أو غنة .

ثانيا حكم الإدغام

أولا تعريف الإدغام : هو إدخال حرف ساكن فى حرف متحرك بحيث يصيران حرفا مشددا مع وجود الغنة .

وسبب الإدغام إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين ستة أحرف كذلك وجب على القارئ إدغامها وقد ذكرها صاحب التحفة فى قوله :

والثانى إدغام بستة أتت    فى يرملون عندهم قد ثبتت

و قد جمع حروف الإدغام الستة فى كلمة يرملون أى يسرعون فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإدغام .

أنواع الإدغام

الإدغام له نوعان : أولهما إدغام بغنة و حروفه أربعه جمعت فى كلمة ينمو فإذا وقعت هذه الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإدغام بغنة .

مثال قولة تعالى : ( فمن يعمل – من نعمة – من وال ) حكمها جميعا إدغام بغنة فيدخل النون الساكنة فى الحرف الذى بعدها مع الغنة .

ثانيا إدغام بغير غنة : وله حرفان جمعا فى كلمة رل أى أسرع فإذا وقعت بعد النون الساكنة أوالتنوين وجب الإدغام ولكن بغير غنة .

مثال قولة تعالى : ( من ربهم – يومئذ خاشعة ) حكمها إدغام بدون غنة .

ثالثا الإقلاب

تعريف الإقلاب : هو تبديل الحرف  ( النون الساكنة أو التنوين ) فيقلب ميما عند الباء مع مراعاة الغنة .

و الإخفاء له حرف واحد وهو حرف الباء فإذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإقلاب للنون أو التنوين إلى ميما عند الباء ولكن يكون ذلك نطقا لا كتابة .

مثال قوله تعالى ( من بعد  - عليمُ بذات الصدور )

رابعا الإخفاء

تعريف الإخفاء : هو حالة متوسطة بين الإظهار و الإدغام عار عن التشديد مع وجود الغنة .

وسبب الإخفاء بعد النون الساكنة أو التنوين إذا وقع بعدها خمسة عشر حرفا ذكرها صاحب التحفة فى قوله :

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما   دم طيبا زد فى تقى ضع ظالما

فيأخذ من كل كلمة أول حرف فيها فهذة خمسة عشر حرفا إذا وقعت بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإخفاء .

مثال : ( من جاهد – من شكر – منذر – أنكالا – ينظرون )

هذا وبالله التوفيق ،،،




 

التعليقات

نرجوا ترك نعليق لأى ملاحظات

أحدث أقدم